تفاصيل المنتج
يتجلى السرد في رواية (حقائق الحياة الصغيرة) الصادرة عن دار المتوسط،، ليكشف بحساسيته حقائق حياة العراقيين المليئة بالصدمات والكدمات، مثلما يعمل على توثيقها وتخييلها عبر زمنها الفعلي للحرب العراقية الإيرانية في سنواتها الاولى، لحظة الوعي الكبيرة التي مني بها البطل الصغير، وهو يستكشفها عبر تجواله في مدينته المعقل، هذه المرة الثانية وقبلها في روايته (مدينة الصور) الصادرة في العام 2011. يتنقل بين بيته، والمدرسة والجامع، والمحطة، والنهر، ونادي الميناء، وبيت السياب المتخيل، ومناطق اخرى غيرها، يشاركه الجرذ حكايته ومشاهداته. الزمن حرب، والحقائق مؤلمة وموجعة، الحرب التي خيم ظلها على هدوء المدينة وسلبها سحرها، وحوّل الحياة برمتها الى بؤس وخوف وترقب. في المدرسة ويوم الخميس ورفع العلم واطلاق الرصاص الذي يخيف الجميع، الزيتوني والرفاق وأحاديث البطولة، والدماء، والأسرى، والجرحى. يفردها لؤي حمزة في تفاصيل العمل، بمقاطع سردية مزجت بين الفانتازي والواقعي وانتقالاته المبهرة في رسم مشاهد غاية في السحر.” كنت ارتدي بيجامتي الخضراء خفيفة القماش مقلمة الخطوط، البجامة التي مزقت حجلها اسنان الدراجة الهوائية فتحت النافذة ووقفت اراقب مرورهم الطويل روائح الاجساد الفتية تثقل الهواء كان كل منهم يدير راسه نحوي بما يشبه تحية المشاة ثم يفتح فمه ويغلقه ينادي باسمي نداء لا اسمعه لكنني احسه قويا صارما التفتوا جميعا ونادوا بصوت واحد فوجدت نفسي ارفع قدمي الى حافة النافذة بلا ارادة واقفز نحوهم. يمكن ان احكي عن الطفل الذي قفز الى الشارع وفور استقرار قدميه على الاسفلت صار جنديا ببدلة كاملة مع اول خطوة انتبه للعمر الذي خطف مثل جرذ خائف في اللحظة التي قز فيها عبر سنوات لم يشعر بها صار جنديا يصعب تمييزه عن جنود الموكب الذي يواصل المسير”