تفاصيل المنتج
فكرة الكتاب تأجلت لأكثر من 17 عامًا ، فقد أتيح لي بحكم عملي الصحفي فرصة إجراء حوارات مع محمود درويش، كان أولها في عام 2002، وقد نشرته في صحيفة "الحياة" التي كانت تصدر من لندن. وحين جاء إلى القاهرة للمشاركة في ندوة حول الشاعر أمل دنقل في الذكرى العشرين لوفاته، عام 2003، اقترح علي السفر معه إلى الإسكندرية لتغطية أمسية شعرية له، تقيمها مكتبة الإسكندرية. وبالفعل سافرت لأجل ذلك وكان معه الناقد الصديق صبحي حديدي، الذي ساعدني عبر سنوات في اكتساب ثقة درويش. وخلال جولة في شوارع المدينة وجدته يسأل عن شوارع بعينها وأماكن لم يعد لها وجود، فسألته: كيف كوّنَ هذه الذاكرة مع المدينة؟ فأخبرني أنه كان يزورها في سبعينيات القرن الماضي مع أصدقاء، عندما كان يعيش ويعمل في القاهرة في صحيفة "الأهرام" التي أعمل فيها أنا، وبدأت أساله لماذا لم تُجمَع مقالاته عن تلك الفترة، وما هي الأسباب التي جاءت به لمصر؟ وكان يجيب إجابات مختصرة جدًّا لكنها كفيلة بإثارة حماسي، وانتهى الحوار ليلتها بوعد قطعته على نفسي بأن أجمع مقالاته في مصر التي قال لي إنه غادرها على عجل ولم يفكر في جمع أرشيفه، وطلبت منه أن يكتب لي مقدمة، فضحك وورّط صبحي حديدي، الذي ظل بعدها يسألني في كل لقاء عما أنجزته في المشروع.